ليس لي ظَهر غير ظَهر القصيدة

 

 

ليس لي ظَهْر غَير ظَهْر القصيدة

يسْند قامتي

 فلا تَكْسرني يا حبّ

لا تَكْسرني

 كما يَكْسر الولد الصغير مشط أمه الوحيد

 ليلة الخميسْ

ليس لي ظَهْر

غير ظَهْر القصيدة

البلادُ تَكْسر ظَهْر مريدها دون قَصْدٍ

تماماً كما يَكْسر المُضِيْف سَيْف ضَيْفه

وهو يُمَسّد لمعته قبيْل الرحيل

هكذا دون قصدٍ

يَلوذ المُضيف خَجِلاً وراء الكلام

ويلوي الضيف حزيناً وراء الخجل

البلاد تَكْسر ظهر مريدها دون قصد

ودون قصدٍ تعتذر

والحبيبة تقصم ظهر القلب بقصدٍ

هكذا ولسبب ناحلٍ

كنحْول غيم الصيف في عين الرعاةْ

لا تَكْسرني يا حُبّ

سأحْمِل ما تبقى من صباحاتٍ على هامَة الليل

وأمْضِي

جهتي بلادٌ

لا حدود لها غير انتصار الكلام

على الكلامْ

لا سماء لها غير انشطار المجاز

من المجازْ

لا هواء لها غير رؤىً من مواويل

على ضفة الحزن تورق غيماً

وتدمع أرَق الغَمَام

لا جنود لها غير وَرْد القلب يقْطنه الغيابْ

لا اسم لها غير القصيدةْ

سأحْمل غايتي على كتف أغنياتي

وأغني:

فَمِيْ بَطْن نايٍ

ولهاثي خيْزُرَان الغِنَاءْ

سأحْمل ما تبقى من أمنياتي وأمضي

أستعير من الطيور مهمة الريشِ

من الأشجار سبب اللحاء

من الريح ما وراء الصفيْر

من الماء ما بَعْد التبخّر

من الليل تواطؤه مع امرأة

 تُدَلِّك نهدهَا بالخَيَال

من النار حكمة الاشتعال

من البحر صَيَّاد

 يخيْط الماء بصنارة من دقائق كَسْلَى

وخيْط نُعاس

سأحْمِلُ ما تَبَقَّى من جَبِيْن الأرض

وأنْصِبُهَا هناك أمام شموس متخيَلةْ

فلا ظَهْر لي

غير ظَهْر القصيدة