top of page

الإصدارات الأدبية

يبقى "خالد"، وهو الشخصية المركزية في رواية "مقصلة الحالم"  فاردا جناحيه في سماء مزاجه الحالم، وهو يرسم ملامح عالم يتجاوز إيقاع الحروب، ميمّما إيقاع حياة تبدو ضربا من اليوتوبيا، لكن في داخلها ملامح حلم واقعي بحياة حقيقية كما ينبغي. يرى جلال برجس عبر عنوان روايته "مقصلة الحالم" -الصادرة عن دار الأهلية للنشر والتوزيع في عمّان في 368 صفحة من القطع المتوسط- وعبر شخصيات روايته، أن هنالك أحلاما تتحول إلى مقاصل تقتل صاحبها. يبدو العنوان توريطيا على نحوه هذا، لكن بعد التعمق في فضاء الرواية سيجد القارئ أن هنالك انتصارات يمكنها أن تتحقق لصالح الفعل الإنساني على فعل المقصلة التي لم تُعدّ إلا لتكون أداة تمهد الطريق نحو الموت، أي أن شخصيات الرواية، وفكرتها ليست انهزامية ترصد الرواية التي تميزت بذلك العنوان اللافت -من حيث اقتران الحياة بالموت عبر مفردتي المقصلة والحالم- الأثر النفسي لمرحلتين سياسيتين مهمتين في العالم العربي، عبر رجل غاب في معتقل صحراوي عشرين عاما ثم عاد ليواجه عالما جديدا تبدلت مؤثثاته الاجتماعية والفكرية والثقافية والسياسية ليفاجأ بأنه يحمل سجنه معه. ويضعنا برجس ضمن هذا السياق السردي أمام حقيقة مفادها أن هنالك أنواعا من السجون تتناسخ من ذاتها دون القدرة على إقصائها إلا بالفعل الإنساني ذاته. والفعل الإنساني الذي اتخذه وعوّل عليه برجس في عمله الروائي هذا، هو الحب بكل تجلياته الإنسانية، بعيدا عن المفاهيم السطحية

لقراءة المادة كاملة

كمدخل للقراءة فقد وضع جلال في الصفحة السابعة عبارة للفيلسوف والمفكر الفرنسي ميرلو بونتي تقول الفلسفة الحقيقية هي إعادة النظر إلى العالم ، ويدرك المتأمل لقصائد المجموعة أن فلسفة الشاعر تتفق مع فلسفة بونتي الذي يرى بأن العالم هو هذا الذي ندركه، كما أنه ليس موضوعاً وإنما هو مجال تتجلى فيه أفكار الإنسان وتتحقق فيه إدراكاته الحسية، ومادام الإنسان موجوداً في العالم فهو يتعرف على نفسه داخله والحقيقة التي يبحث عنها هي جزء منه، والعالم لا يدرك بالعقل بل يعيشه الإنسان ويشارك في وجوده دون امتلاكه. إن قصائد برجس، تصور المشهد الإنساني في علاقته بالفردية في ضياعها واغترابها الوجودي، وهي في مجملها قصائد تأملية تنطوي على الفلسفة دون أن تسكنها، وهي لا تبتعد كثيراً عن العام الذي يظل حاضراً في خلفية المشهد، غير أنها تختفي وراء صورة الفرد وصوته، ويمكن لقارىء الديوان أن يلمس ملامح متقطعة وخافتة من السيرة الذاتية لبرجس بمفردات قليلة أحياناً تتوزع بين قصائده لا على التعيين، فهو يستحضر هواجسه وأحلامه التي لا شفاء منها بمواجهة فداحة الواقع، والخلاص الذي ينشده الشاعر، يصير نسبياً في لحظة تالية، وتقابله إنكسارات أخرى متواترة

لقراءة المادة كاملة

سيصدر حديثاً

 

كَجُرْحٍ في نَحْرٍ أبْيَض

شعر

القصة القصيرة هي الوجهة التي اختارها الشاعر جلال برجس لتكون هوية إصداره الرابع «الزلزال» بعد ديوانيه: «كأي غصن على شجر» 2008، و»قمر بلا منازل» 2011، وبعد كتاب حكاياته المكانية «رذاذ على زجاج الذاكرة» الصادر العام الماضي. في مجموعة «الزلزال» الصادرة عن وزارة الثقافة في سياق احتفالية مادبا مدينة الثقافة الأردنية 2012، ينحاز برجس إلى الإنساني في اللحظة المرصودة قصصياً، ويغوص عميقاً داخل أسرار النفس الإنسانية، ودوافعها، وشكل تفاعلها مع التغيرات والعواصف والزلازل من حولها. هذا ما فعله في القصة الأولى في المجموعة «المحل» التي يرصد فيها آثار الجفاف وسنين محل «اكتسحت البلاد وأكلت الأخضر واليابس، وأعيت الكثير من البشر». وهذا ما تصدى له كذلك في قصة «احتفال ليلة الخميس» التي ورغم تأثرها الواضح بأجواء أخرى، تعاين الفضول الإنساني الذي يتشابه فيه كثيراً من بني البشر، وكذلك الوفاء الإنساني: الوفاء للحبيب/ الزوج/ الغائب/ الذاهب في رحلة اللاعودة موتاً أو ضياعاً أو ما شابه. وفي «الزلزال» أيضاً، القصة التي تحمل المجموعة اسمها، ورغم رصدها وجوه الخراب وشح الزيت في القنديل، وانهيار منظومات اقتصادية كبرى، بفعل الزلازل أو الكوارث الطبيعية أو الحروب، إلا أن قفلتها تنحاز للإنساني في أي زمان وكل مكان، تلك اللحظة التي يقرر فيها الإنسان ، الثأر لكرامته وعفّته وأنفته

لقراءة المادة كاملة

"كأي غصن على شجر" مجموعة شعرية لجلال برجس ،صدرت في العام 2008 عن وزارة الثقافة ، وقد لاقت هذه المجموعة اهتماماً ومتابعة من حيث لغتها وأسلوبها الذي تميزه الروح الشفافة النقية التي يلمسها القارئ أثناء تنقله من قصيدة الى أخرى ، بحيث تضعه في عوالم تلامس عوالمه ذاتها ، رغم لغة الرمز العالية واللعب على المتناقضات ، وإقصاء الموضوع ، الذي تميز به شعر تيار الحداثة وما بعدها. فالتوق للحرية بكل أبعادها لازمة انسحبت على كثير من القصائد ، ابتداء من العنوان اللافت ، فقبل أن اقرأ (كأي غصن على شجر) ألف معنى للعنوان تبادر الى ذهني ، فقد رأيته عنواناً مؤهلا لأكثر من معنى ، رغم أن معنى الحرية هو أكثر المعاني قرباً لنفس القارئ قبل أن يفتح بوابة الكتاب ويتجول في فضائه الواسع. أولى قصائد المجموعة كانت هي الاجابة على ذلك السؤال الذي يطرحه برجس وهي التي حملت عنوان "إشارة" ، فهي قصيدة مليئة بالتمرد رغم شعور الشاعر بالقهر وضبابية الواقع ، وهي قصيدة ساخرة من طراز مختلف ، سخرية بطريقة أنيقة تليق بشاعر يرى الحياة من زاوية مهمة ، فمن خلال انسياب الشعرية لدى برجس ، تأتي أشارته التي تحمل صوتاً واضحا فيه نسق شعري عالْ يؤكد الاصرار والتمسك بحقه في الحياة.

لقراءة المادة كاملة

 

 

 

 

"جاءت النصوص خطوة أخرى نحو الأمام في مسيرة أدب المكان الأردني، وهي عند المؤلف ذات وجهين يمضيان منكباً بمنكب دونما ثقوب أو هُوىً نسقية، فهي على ظاهر السرد أو باطن التأويل تحمل معاني عميقة جديرة بالالتفات إلى واقع المكان الأردني بتحدياته وتطلعاته". واعتبر المحاضر ان الكاتب جعل من المكان عالماً حميما ووعى مسألة استحضاره مألوفا معيشا. وأضاف: "الفرق بين المدن الكبيرة وبين الصغيرة منها؛ أن الصغيرة تَلِج القلب بسرعةٍ، تماماً كالحب الأول؛ منذ النظرة الأولى، اللمسة الأولى، الشهقة الأولى". وأشار المعاني إلى أن الفضاء المكاني عند برجس هو فضاء الواقع والمتخيل على نحوه التفاعلي مع الذاكرة، "ومعان كحبات لؤلؤ تناثرت في كف السخاء، ببيوتها التي اتخذت مزاجاً عمرانياً مختلفاً، بطرقاتها التي تقتاد زائريها دوماً إلى (الهلا والهيل) - حيث أن قهوة معان شقراء كحركة اللون في مزاج الصحارى". ورأى أن عناوين النصوص والحكايات تعكس حميمية حقيقية وترويا ظاهرًا في ولوج العتبات إلى متاهات المتون، وهذه حالة دفقٍ إبداعي يعاود ذاته، وبوعيٍ من صاحبها، إنه لا يكتب عملًا ذاتيا يشاكل السائد المألوف، إنه أدب المكان الذي يستبدّ بالمبدع تداعياً ورسوم إبتداء ورجفات انطلاقة ومحاولة رسم المداخل ومعاودة المحاولة. وأضاف المحاضر ان المؤلف شكل مجتمع هذا العمل الإبداعي عالما من التنوع الثقافي في وقائع حكائية وقصصية وروائية وفنية، ومنحه فضاء مطلقا يخلع الخوف من تابوهات الأيديولوجيا وحتميات الواقع ليذهب وعيه به مذاهب شتى ب.

لقراءة المادة كاملة

bottom of page